كتب كامل كامل ورامى سعيد وأحمد عرفة
أثارت حملة وزارة الداخلية بمنع كل الملصقات الدينية الموضوعة على زجاج السيارات ووسائل الموصلات انقسامًا بين موقف الأزهر، وبعض الحركات السلفية، فقد أيد الأزهر تلك الحملة، مؤكدًا أن الصلاة على النبى لا تحتاج إلى تذكير، لأن المصريين بطبيعة الحال يصلون على النبى دائمًا وفى كل موقف، فيما كان موقف بعض السلفيين مغايرًا، فقد نُشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بهم حملات تحث المواطنين على الصلاة على النبى.
وأكد الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن التقرب إلى الله سبحانه وتعالى لا يكون من خلال ملصقات على الجدران، أو على زجاج السيارات فى وسائل الموصلات، لافتًا إلى أن تلك الملصقات التى ظهرت فى الآونة الأخيرة لا دليل عليها فى القرآن والسنة أو إجماع السلف الصالح.
وأوضح الجندى، فى تصريح خاص لـ"اخبارك اليوم"، أن تلك الملصقات لا تعود بأى فائدة على الوطن، مشيرًا إلى أنها من الممكن أن تؤثر سالبًا على السلم الاجتماعى، مما قد تثيره من توترات مع الإخوة الأقباط، وتكون هناك حالة من المنافسة على لصق ملصقات ذات طابع دينى على الجدران.
وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن التقرب إلى الله عز وجل لا يكون بالشكل الظاهرى وإنما بالفعل، مستندًا إلى قوله تعالى "إن الله لا ينظر إلى صوركم".
وناشد عضو مجمع البحوث الإسلامية، الذين يودون توجيه النصح إلى المسلمين أن يتوجهوا بنصائحهم من خلال لقاءات مباشرة مع جيرانهم وأسراهم وأصدقائهم بالعمل، ومؤكدًا أن ذلك أقرب للتقوى فى ظل الظروف المتوترة التى تمر بها البلاد.
وبدوره عبر الدكتور عبد الغفار طه المتحدث الإعلامى لحزب النور، عن استيائه الشديد من تصريحات بعض الإعلاميين السلبية عن حملة هل صليت على النبى -عليه الصلاة والسلام.
وقال، فى تصريحات له: "يخرج علينا بعض الإعلاميين ومن يلقبون أنفسهم بالمثقفين، وهم يصرخون بشكل هستيرى رفضاً لملصق ورقى "هل صليت على النبى - صلى الله عليه وسلم"، والذى ينتشر بشكل سلس وتلقائى، وبعاطفة دينية طبيعية غير مُسَيَّسة ولا مُوَجَّهة، ثم يتساءلون - بكل براءة - عمن يشغل الشعب بالسفاسف، والمعارك الكلامية، ويحارب طواحين الهواء" .
ومن جانبه قال الشيخ محمد الأباصيرى الداعية السلفى، إن ملصقات هل صليت على النبى – صلى الله عليه وسلم – اليوم، تكشف عن إصرار التيارات الدينية، خاصة السلفية، على الاهتمام فقط بالشكل الظاهر دون الباطن.
وتابع: "على سبيل العموم هذه الملصقات لا حرج فيها ولا إشكال إن خلت من نية السوء باستخدام اسم النبى محمد – صلى الله عليه وسلم – فى الدعاية السياسة".
وأضاف، فى تصريحات لـ"اخبارك اليوم": "الحقيقة لكل متابع للمشهد فى مصر أن هذه الملصقات هى ذات طابعٍ سياسى بلا شك، وأنا أعتقد أن النية فى نشرها غير سليمة وسوء النية فيها متوفر، خاصة فى هذا التوقيت مع اقتراب الانتخابات البرلمانية"، مضيفًا: "أعتقد أنها من فعل جماعة الدعوة السلفية بالإسكندرية، والتى تخطط للسيطرة على البرلمان باستخدام شعارات دينية ووطنية".
وقال: "وعليه فهذه الملصقات هى سياسية بالأساس لا دينية، والغرض منها استخدامها فى الانتخابات المقبلة"، مضيفًا: "أعتقد أنه إذا قامت وزارة الداخلية بإزالتها أوقعت نفسها فى الفخ الذى ينصب لها وللدولة منذ قديم من قِبَلِ هذه الجماعات، وهو وضع الدولة فى مواجهة الدين والإسلام، لا فى مواجهة الجماعات الإرهابية المنتسبة للدين زورًا".
وقال "الأباصيرى": "أنا ومن منطلق حرصى على الدين وعلى الدولة، أدعو الداخلية للكف عن إزالتها حتى لا يتم تسويق الأمر على أنه حرب للدين والإسلام وللنبى محمد – صلى الله عليه وسلم - لا الإخوان أو السلفيين".