كتب / أحمد الشريف
بعد ما يقارب الـ 20 عاما من الجفاء المصري الإفريقي وإهمال الشأن الإفريقي، عقب محاولة اغتيال الرئيس السابق محمد حسني مبارك، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حولت الإدارة المصرية بوصلتها بعد 25 يناير، نحو الدول الإفريقية في محاولة لهدم ذلك الحائط من الجفاء.
وسارعت الحكومات المتتالية بعد ثورة 25 يناير، للقيام بجولات إفريقية في محاولة لرأب الصدع بينها وبين إفريقيا، وبدأت بالفعل تلك الزيارات تأتي ثمارها إلى أن جاء 30 يونيو، لتعود مصر مرة أخرى لنقطة الصفر، بعد أن اعتبر الاتحاد الإفريقي أن ما حدث في مصر هو انقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي، كما روج أعضاء الجماعة الإرهابية من خلال آلاتهم الإعلامية الخارجية.
ولكن الإدارة المصرية والدبلوماسية سواء الشعبية أوالرسمية، لم تكل ولم تمل، في محاولة لتوضيح ما حدث في مصر، وتصحيح الصورة التي رسمت في أذهان الدول الإفريقية بعد 30 يونيو.
وبعد إصرار الإدارة المصرية على تنفيذ خارطة الطريق، وتنفيذ الاستحقاق الرئاسي ووصول الرئيس عبد الفتاح السيسي لقصر الرئاسة، اجتمع مجلس السلم والأمن أمس الثلاثاء، 17 يونيو ، وقرر عودة مصر لممارسة أنشطتها في الاتحاد.
وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، السفير صبري مجدي، إن مصر من الدول التي لها دور كبير في إفريقيا، مشيرا إلى أنها لم تكن تأخذ وضعها الطبيعي في إفريقيا.
وأضاف السفير مجدي، أنه بعد ثورة 25 يناير، والموجة الثانية منها في 30 يونيو، بدأت مصر تعطي اهتماما أكثر بإفريقيا، لافتا إلى أنه بعد قرار عودة مصر للاتحاد الإفريقي، ستعود مصر للمشاركة في أنشطة الاتحاد، وستشارك أيضا في القمم التي ستعقد بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرؤساء الأفارقة، مؤكدا أن ذلك سيدفع وبقوة نحو علاقات أقوى عن ذي قبل.
وأشار، إلى أن جفاء العلاقات بين مصر وإفريقيا بدأ بعد واقعة محاولة اغتيال الرئيس السابق محمد حسني مبارك في أديس أبابا، وذلك منذ ما يقارب الـ 20 عاما، حيث عزفت الدولة عن الاهتمام بالشأن الإفريقي، ولكن بعد ثورة الـ 25 من يناير، بدأ الاهتمام بإفريقيا، وحتى في عهد المعزول بدأ يهتم بإفريقيا وقام بأكثر من زيارة، ولكن مع قيام ثورة 30 يونيو، بدأ الجفاء يعود شيئا فشيئا.
وأوضح، أن قناة الجزيرة أخذت تروج لفكرة أن ما حدث في مصر انقلاب، مشيرا إلى أنها كانت تعرض صورا للمتظاهرين في التحرير والاتحادية والذين كانت أعدادهم بالملايين، وتقول إنهم الداعمين للرئيس المعزول، ثم تعرض صورا أخرى للمتظاهرين في رابعة على أنهم المناهضين له، وذلك لقلة عددهم، مؤكدا أن الآلة الإعلامية للإخوان الإرهابية، أثرت على قرار الاتحاد الإفريقي.
وذكر، أن بعض القادة الأفارقة لاموا على الاتحاد الإفريقي، تسرعه في تعليق عضوية مصر، حيث أعطوا مثالا على ما حدث في 25 يناير، مؤكدين أن ما حدث هو عزل محمد حسني وتولي الجيش مقاليد البلاد، ولم يتخذ الاتحاد قرار تعطيل العضوية، وهذا نفسه ما حدث في 30 يونيو، مشيرين إلى أن الاتحاد تسرع في قراره.
وأكد مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، أن تنفيذ مصر للاستحقاق الرئاسي، والدور الذي قامت به الدبلوماسية المصرية والبعثات التي تم إرسالها للخارج لشرح حقيقة ما حدث في مصر، ساعد ودفع مجلس السلم والأمن الإفريقي، لاتخاذ قراره بعودة مصر لممارسة أنشطتها بالاتحاد.
وبدوره، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي، إن قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي بعودة مصر للاتحاد الإفريقي، سيساعد على توطيد العلاقات المصرية الإفريقية، بعد عام من قرار الإيقاف.
وأكد السفير هريدي، أن قرار تعطيل عضوية مصر بالاتحاد الإفريقي أتخذ على عجل، ودون الإلمام بما حدث في مصر ودون الوقوف على حقيقة المشهد، لافتا إلى أن قرار العودة هو تصحيح للقرار الخاطيء الذي أتخذ العام الماضي.
وبين أن قرار العودة يدشن لعلاقات مصرية إفريقية على قاعدة أصيلة، خاصة في ظل التزام مصر بالانخراط في تنفيذ خارطة الطريق والتحول الديمقراطي، قولا وعملا، مشيرا إلى أن مصر قوة إفريقية في المقام الأول، وأنها بوابة إفريقيا الشمالية.
وبالنسبة للأسباب التي دفعت الاتحاد لاتخاذ قرار عودة مصر، قال السفير هريدي، إن مجلس السلم سبق وأن أعلن أن مصر ستستأنف عضويتها مرة أخرى، بعد العودة إلى حكم الدستور، أو بعد انتخاب رئيس مدني جديد بشكل ديمقراطي، بالإضافة إلى أن من ضمن الأسباب أيضا، تقرير البعثة الإفريقية التي جاءت للقاهرة للمراقبة على الانتخابات الرئاسية، والذي كان في صالح مصر، كان من شأنه الدفع بعودة مصر للاتحاد.
وشدد السفير حسين هريدي، على أن التواصل المصري الإفريقي على امتداد العام الماضي، وفي الوقت الراهن، والدور الذي لعبته الدبلوماسية المصرية كان لهما دورا مهما وأثرهما البالغ في اتخاذ مجلس السلم والأمن العام قرار بعودة مصر للاتحاد الإفريقي.